ليش متنرفز يا فريد؟

ليش متنرفز يا فريد؟

من قرأ مقال فريد حسن في جريدة الوقت يوم أمس كان سيستشعر مدى النرفزة الشديدة التي كانت تتملكه وهو يكتب المقال. و لا أظنه قد مارس نقدا لمقاله قبل أن يبصمه و يرسله للنشر. النفرزة الشديدة التي كانت تسيطر على صاحبنا كان سببها المؤتمر الصحافي الذي عقده نائب رئيس كتلة الوفاق النائب خليل المرزوق و الذي كشف فيه و بالأرقام الدقيقة حجم التمييز الطائفي و حجم الإقصاء الطائفي الذي تمارسه الحكومة ضد الطائفة الشيعية في البلاد. و لأن السياسة الحكومية تذهب إلى منطق أن كشف الظلم ظلم و أن كشف الفساد فساد، فإن أبواق الحكومة قد ثارت ثائرتهم على تلك الأرقام و ما أظهرته من حقائق يعلم فريد حسن حق العلم أنه إنما يحاول أن يضيّق عينيه عن هذه الحقائق تماشيا مع استراتيجية (ذوي العيون الضيّقة) و أن يجمّد عقله عنها تماما كما هم (ذوي العقول المريضة).

رئيس التحرير اعتبر في مقاله أن ما قامت به الوفاق من إحصائها لأرقام و أسماء المسؤولين الكبار في الدوائر الحكومية إنما هي (فضاوة) و أن الوفاق بذلك ما هي إلا (فراغية)، و ياله من تفكير أعوج و تعبير أهوج. هل نسي أم تناسى السيد فريد أن البحرين لا تزال على كف عفريت تنظيم سريّ خبيث كشف عنه المستشار الحكومي السابق، و أن الأرقام التي أظهرتها الوفاق ما هي إلا إثبات لحقيقة ماجاء في ذلك التقرير -الذي أنكره فريد و غيره من الطبّالة- و أنها إثبات بأن ما جاء من تخطيط و من أهداف شيطانية إنما هي قيد التطبيق.

هل يريد أن يقول السيد فريد أن تلك الحقيقة التي أظهرتها الأرقام ما هي إلا محض صدفة؟ أن تكون الوزاراة كلها محكومة من قبل فصيل سياسي طائفي معيّن دون غيره، هل هو محض صدفة؟ و أن يتم إقصاء جميع الآخرين من وزراء و غيرهم بطريقة ممنهجة و إحلالهم بشخوص محسوبة على فصيل سياسي و طائفي معيّن دون غيره، إنما هو نتاج كفائة؟

ثمّ لماذا هذه الثورة ضد لغة الأرقام؟ و هل تثبت الأمور و تبطل إلا بها؟ بأي لغة تريد من الناس أن تثبت لك و لغيرك من ذوي العيون الضيقة أن البلاد تضج من التمييز الطائفي و القبلي الصارخ؟ ألم تسع الوفاق عبر بوابة البرلمان إلى طرق باب التحقيق في التمييز الوظيفي فوقف في وجهها كل النواب و كل الأبواق معتبرين أن ذلك ما هو إلا (باب من أبواب الشيطان) و أنه مدخل من مداخل الفتنة؟ عجبا كيف يكون البحث عن حقيقة ادعاء الظلم ظلم في نفسه؟ و كيف لا يكون الخوف من فتح باب التحقيق في الظلم هو الظلم بعينه؟

ختاما، إذا كان أمثالك يا فريد من المثقفين و من عليّة المجتمع و حملة القلم و المتصدين لأمانة الصحافة و الكلمة، إذا كنت أنت و أمثالك بهذا الفكر المتطرف، و بهذه العقلية المزاجية فماذا سيكون البقية من العوام؟

الأوسمة:

أضف تعليق